لما بتكون عندنا معتقدات سلبية ونمر بمواقف مختلفة، بنميل بدون وعي مننا لتفسير المواقف دي باستخدام أنماط تفكير غلط يُطلق عليها “التشوهات المعرفية” وبينتج عنها تلقائياً أفكار متوافقة مع المعتقدات دي بتقعد تلعب في دماغنا.
د آرون بيك أحد أهم مؤسسي العلاج المعرفي السلوكي هو اللي بدأ البحث في التشوهات دي. فيه إجماع على 10 أنماط تقريباً من كل الباحثين في المجال، وبعض العلماء وصلوا لـ 15 نمط في أبحاثهم، هنا هعرض 12 نمط فقط.
أمثلة:
- لو حصلت مشكلة في الشغل مثلاً بتشك إن انت ممكن تكون السبب، وبتخاف الناس تفكر إن انت السبب.
- لو اتنين بيتكلموا وسكتوا لما دخلت، يبقوا كانوا بيتكلموا عليك.
- لو حد رفض ليك طلب ما يبقى هو مبيحبكش أو زهقان منك أو شايفك بتتقل عليه.
- لو خطيبتك أو مراتك متضايقة وهي بتتعامل معاك، يبقى متضايقة منك عشان حاجة انت عملتها -حتى لو انت متعرفش إيه هي الحاجة دي أصلاً!-
- إلخ…
~
المشكلة:
إنك بتاخد كل حاجة على نفسك.
وطبعاً بالتالي رد فعلك بيكون مش ملائم للموقف!
فممكن تتضايق أوي وتقعد تفكر انت عملت إيه غلط وتحس بالذنب عالفاضي..😟
أو تبص لنفسك إن محدش بيحبك وطايقك.. 😞
أو تغضب عالطرف التاني وتحصل مشادة بينكم. وهو أصلاً مكانش في دماغه الخزعبلات اللي كانت بتلعب في دماغك دي 😕
~
الموضوع مش شرط أبداً يكون له أي علاقة بيك، انت مش محور الأحداث على فكرة (معلش، ده الواقع.)
في المثال الأخير مثلاً، ممكن جداً يكون الولاد مزهقينها، أو عندها مشكلة في الشغل، إلخ…
~
شخصنة الأحداث من الأخطاء المُهلكة جداااااااً
أمثلة:
مبدأياً، النمط ده ممكن يُستخدم مع الأشخاص وكذلك مع التجارب والأشياء.
# أمثلة مع الأشخاص:
- لما تتعامل مع بنت أو أكتر في شغل مثلا وتخذلك، يبقى “كل البنات” ملهاش في الشغل، إلخ…
- لما بنت تكون في علاقة مع ولد ويضحك عليها، يبقى “كل الرجالة خاينين أو ميعتمدش عليهم” (لحقتي تعرفي كل الرجالة؟ يا بنت اللذينة 🤓)
- لما تتعامل مع شخص أو اكتر من كيان أو فئة معينة زي سواقين التاكسي مثلاً وتشوف سلوكيات معجبتكش، يبقى “سواقين التاكسي” دول تييييت. في حين إن كل مكان فيه الحلو وفيه الوحش (باختلاف النسب طبعاً انا معاك)
- لما تتعامل مع شخص من محافظة معينة ويظهر عليه سلوك معين، يبقى بالنسبالك الناس اللي من المحافظة دي دول “كذا…” (وطبعاً انا كـ منوفي، ياما قابلتني الظاهرة دي 😄)
~
# أمثلة مع غير الأشخاص:
- لما تاكل أكلة ما في مطعم معين ومتعجبش، يبقى المطعم ده وحش (بدل من: الأكلة دي وحشة!)
- لما تتعرض لموقف صعب، تبقى الحياة قاسية وكلها مشاكل وحياتك صعبة وكلام من نوعية “هو كل مرة حظي يبقى كده!؟”
~
# وممكن يبقى على حاجة إيجابية (مش شرط سلبية):
يعني مثلاً لما تعامل شخص من فئة معينة ويكون كويس جداً معاك، يبقى الناس اللي من الفئة دي كويسين (انت لحقت تعرفهم أصلاً؟) ياعم انا بقولك اتعاملت معاهم! (مع واحد أو اتنين تبقى اتعاملت معاهم؟!)
~
المشكلة:
هنا الشخص بيستخدم دليل أو مثال واحد ويطبقه كـ قاعدة على حاجة أكبر. زي تعميم صفة ما على فئة كاملة من الناس تقريباً لمجرد إنه شاف الصفة دي في شخص أو أكتر.
التعميم بيحرمك من أفكار وآراء وتجارب كتير ممكن تكون غاية في الأهمية لحياتك. وبيخليك تكون صورة “غير واقعية” عن الشئ.
زي مثلاً:
إنك تتعامل مع حد متعرفوش بشكل مجرد ودون أحكام مسبقة مبنية على خبرة مع حد تاني، و الحد ده ممكن يكون زوجك في المستقبل لو بنتكلم عن موضوع الجواز. بس لو فضلتي بتعممي هتفضلي حاطة الرجالة في قالب معين وهتفضل عندك شكوك وأفكار سلبية تجاه خطيبك او جوزك و ده هيعكر حياتكم أكيد لحد ما تصلحي النمط ده من التفكير.
أمثلة:
- مثلاً حد جابلك هدية، لكن الهدية فيها عيب ما. دماغك بتبقى مركزة ومستحضرة فكرة إن الهدية فيها عيب ومش هتقدر تستخدمها وهكذا (مما يؤثر على مشاعرك، وربما يخليك متضايق شوية من الطرف التاني)، في حين إنك نسيت إنه فكر فيك أصلاً واقتطع من وقته وفلوسه وجابلك هدية خاصة.
~
- أو حد باعتلك رأيه في تصميم جميل هو عمله، تسيب كل حاجة -بدون وعي منك- ودماغك تبقى مشغولة بإن الخط اللي تحت المفروض كان يطلع فوق شوية وميبقاش لازق في الكورنر كده.
~
وهكذا قيس ده على الحاجات الأكبر كمان…
~
المشكلة:
ببساطة انت هنا بتشوف نص الكباية الفاضي بس (أو بتظن إن الكوباية كلها فاضية).
في المواقف والأحداث اليومية اللي بتعدي عليك واللي بالتأكيد فيها حاجات سلبية بتحصل، بتميل إنك تشوف الحاجات السلبية فقط وتركز عليها وتنسى تماماً أي حاجة إيجابية أو تقلل منها وكأنها مش موجودة.
~
طبعاً تكرار النمط ده في تعاملاتك مع الناس هـينفر الناس منك وبعضهم ممكن يتجنب ياخد رأيك في حاجات تخصهم.
ده غير إنه هيخليك حاسس بمشاعر سلبية أكتر الوقت.
النمط ده حقيقي هيخليك باستمرار عايش كئيب ومش بتقدر تستمتع بالتجارب والعلاقات بشكل كافي وحقيقي. ..
~
بيسمى برضه تفكير “الأبيض والأسود” أو “الكل أو لا شئ – All or Nothing” :
أمثلة:
- أذاكر الفصل ده كله كويس أو منش مذاكر خالص !
- الفكرة اللي في دماغك إما تبقى جاهزة تماماً عشان تقولها أو هتفضل كاتمها !
- الحاجة اللي نفسي اشتغل عليها إما تبقى واضحة وكله معروف وإلا مش همشي فيها !
- لو متعود تروح الGYM ساعة 3 مرات في الاسبوع، وفي مرة قعدت نص ساعة بس بتحس إنك فشلت أو مستفدتش وإنك مقصر !
- إما الولاد يطلعوا مطيعين تماماً أو انت ربيت غلط وتبقى خايف على الولاد !
- محمود ده إما كويس أو وحش !
~
المشكلة:
التفكير القطبي بيصعب عليك الحياة والخيارات المتاحة اووووي.
بيعطلك ويخليك تحس كتير بعدم الحماس أو التشجيع إنك تعمل الحاجة اللي ممكن إذا عملتها حياتك تتشقلب للأحسن (واللي في الأول وفي الآخر مش هتخسَرك)
~
كلنا كبشر جوانا جوانب كويسة وجوانب وحشة، أوقات دي هتظهر واوقات دي هتظهر، والفكرة بس احنا في أغلب تعاملنا بنتعامل ازاي. ووارد تكون فاكر نفسك كويس وقلبك ابيض لكن مع ظرف صعب معين تتعامل بقسوة مكانتش ظاهرة فيك، بتحصل.
وهكذا أغلب الحاجات في حياتنا عبارة عن طيف من الألوان الرمادية بين الابيض والاسود.
~
** البوست اللي خايف تنزله هيعجب ناس، هيختلف معاه ناس تانيين، هتاخد تعليقات وانطباعات، هتبدأ تطور أسلوبك. التعلم بييجي كده. مش بالتنظير اللي في الأول وفقط. في كل الأحوال هييجي وقت ولازم تبدأ من حتة. خلي “الحتة” دي هي دلوقتي. وهتشوف النتايج بنفسك.
** الطرق أو الأفكار اللي مش واضحة أوي لما بتبدأ فيها وتمشي خطوات الدنيا بتوضح أكتر والنتايج بتبدأ تظهر، لكن لو وقفت من الأول مستحيل يبقى فيه نتيجة أصلاً.
◄أولاً: المبالغة
أمثلة:
- لو منجحتش في مشروع معين تبقى حياتك بتنهار
- لو جبت درجة وحشة جداً في الميد ترم، يبقى هتسقط السنادي أو منتش نافع في الكلية أصلاً
- لو ابنك اتأخر عن الرجوع للبيت نص ساعة يبقى حصلتله حادثة – لحين ثبوت العكس –
- لو ابنك البيبي جاله برد أو وشه إحمَر أو إصفَر شوية أو اي حاجة مش متعودة عليها، تبدأ تقولي لنفسك وللي في البيت كمان: ابني بيموت، الحقوني، لازم نروح المستشفى حالا، وتخشي في نوبة عياط أو فزع.
~
المشكلة:
باختصار: لما تحصل حاجة وحشة، اللي بيعاني من نمط التفكير ده بيميل لتكبير الموضوع أوي (وبالتالي المشاعر المصاحبة ليه بتكبر)، فيحس بقلق، خوف، فزع، غضب، إحراج، إلخ… زيادة عن اللازم جداً
طب إيه المشكلة؟
ناخد آخر مثال ونكمل عليه:
المشكلة إن مفيش أي دليل عاللي بتقوليه ده غير في دماغك بس، لو عندك وعي طبي بسيط هتعرفي حاجات كتير من اللي ممكن تصيب الأطفال وهتبقي فاهمة إن ده عادي وبيحصل وبيعدي.
مبقولش إنك تهملي الولد ومتروحيش للدكتور، بالعكس، روحي طبعاً واتطمني بشكل علمي، بس لو متفقة مع عقلك على عدم ممارسة النمط ده من التفكير بالتدريب والتدريج، هتقدري تتصرفي في الموقف بحكمة أكتر وهدوء (وانتي عندك قلق برضه وكل حاجة، محدش قالك إن الموقف حلو يعني). بس الهدوء ده هيفيد الطفل جداً ساعتها لأنه هيساعدك تصرفك يكون أحسن.
~
عموماً.. آه اللي حصلك وحش، بس مش بالوحاشة اللي انتي متخيلاها دي.
~
~
◄ ثانياً: التهوين (عكس المبالغة)
أمثلة:
لو كذا مرة تجيب درجات وحشة جداً في الميد ترم ومبتتعلمش من أخطائك، وبتقول لنفسك ياعم عادي مش حوار في الآخر هتخرج واشتغل!
~
المشكلة:
باختصار: هنا لما بتحصل حاجة وحشة “مهمة” بتقابلها بلامبالاة شديدة، وتقلل من اللي حصل وكأن عادي يعني.
أمثلة:
- لما تتصلي على خطيبك وميردش، وبعدين تلاقيه فاتح الفيس مثلا ولسه متصلش بيكي، يبقى انتي مش أولوية في حياته، ولو كان مهتم بيكي كان اتصل الأول.
- لما تحصل مشكلة بينك وبين واحد صاحبك وتقاطعه شوية، وخلال الوقت ده تشوف صديق مشترك بينكم عزيز عليك واقف مع صاحبك اللي انت مخاصمه ده. قوم إيه بقا؟ يبقى هو بيحبه أكتر ما بيحبك، أو مش مخلص ليك، أو يمكن يكونوا بيتفقو عليك، إلخ…
~
المشكلة:
في أول مثال:
معلش، إش عرفك؟ يعني هل مفيش أي احتمالات تانية غير كده؟ مش يمكن مشافش الموبايل أصلاً؟ مش يمكن معندوش طاقة يتكلم مع أي حد عموماً حتى لو انتي حالاً، و ده لا يعيبك في شئ، هو انسان وعنده طاقة برضه عادي، مش عناد، بتكلم عن حقه في الخصوصية كانسان.
في تاني مثال:
طب معلش هو المفروض عشان فيه مشكلة بينكم يبقى المفروض كل صحابك ميعاملوش الشخص ده؟ لاء.
وبعدين ما يمكن واقف معاه بيحاول يعقله أو يوضحله أمور تخليه يتراجع فعلاً بصدق عن غلطه، ده لو هو غلطان فعلاً. مش احتمال كبير، لكنه ممكن. يبقى اللي في دماغك مش أكيد. تمام؟
~
المشكلة إنك بناءً عالاستنتاج الخيالي اللي في دماغك، ممكن تتصرف بشكل معين يضايق اللي قدامك، فـ رد فعله ميعجبكش، أو من غيظه وضيقه يعمل الحاجة اللي كنت بتفكر فيها فتتأكد بينك وبين نفسك إنك كنت صح!! واستنتاجاتك الوهمية تتحول لنبوءة حققت نفسها !
~
في الأمثلة اللي فاتت ظهرت خطورة النمط ده، ممكن يسبب توابع وحشة جداً ملهاش علاقة باللي حصل فعلاً، ممكن يبوظ علاقتك بناس كويسة معاك بس دماغك هي اللي خلتك تتصرف بشكل غريب معاهم، هيخليك عايش بقى في شكوك مستمرة وربنا يستر على دماغك.
أمثلة:
لو دخلت مطعم لقيت حد تعرفه عالطرابيزة في وشك، بصيتله ولقيته باصص ناحيتك مباشرةً، لكنه مرفعش إيده ولا شاورلك يسلم عليك، ببساطة كأنه مش شايفك. فانت تقول لنفسك إيه بقى؟ هو أكيد شافني بس تلاقيه مش عاوز يسلم عليا وبيحاول يتهرب، هو انا مش بيحبوا يصاحبوني ليه؟!
~
المشكلة:
- هنا انت بتحاول باستمرار تقرأ اللي بيدور في ذهن الآخرين ودوافعهم، ثم تفترض بوعي أو بدون وعي إن استنتاجاتك دي حقيقة!
- لما تكون متصور إنك قاري الناس، عارف هما بيفكروا في إيه، وياعم انا عارف انا بقولك ايه، تلاقيه دلوقتي بيقول لنفسه كذا أو هيعمل كذا..
- فكرة إن عندك حدس وإنك هارش غيرك.
~
انا معاك إن ممكن جداً أفكارك تطلع صح، بس ممكن جداً برضه تطلع غلط. ف فكك وريح نفسك، مش محتاجة ولا هتفرق في حاجة غير العكننة عليك.
مثلاً في المثال اللي فوق:
ممكن جداً يكون الشخص ده كانت عينه اتجاهك فعلاً لكن ذهنه مكنش حاضر خالص وكان مشغول جداً في حاجة تانية وكان فعلياً مش شايفك بعينه. أو ممكن شافك بس مخنوق أو متوتر وعنده Insecurities مش مخلياه قادر يتكلم حالاً مع حد، أو يمكن متضايق منك -مثلاً- بس ده مش معناها إنك وحش ومحدش بيحب يصاحبك! دي حاجة و دي حاجة. أو ممكن حاجات تانية كتير انا معرفهاش
~
من تبعيات النمط ده، إن تكرار الأفكار نفسها في ذهنك في موقف معين ممكن يخليك تحلم بيها، وساعتها بقا هتفتكر نفسك شبح ومش قولتلكم، انا حدسي صح، والكلام ده.
ده غير إنك لو اتعاملت مع غيرك بناءً عالأفكار اللي حكمت عليهم إنهم بيفكروا فيها بدون أي دليل حقيقي غير خيالك، هتتعامل بشكل فيه تشكيك للنوايا أو بناءً عاللي في ذهنك مش عاللي حصل حقيقةً وفقط. و ده ممكن يخسرك مواقف أو يخسرك علاقات كاملة لو مبتاخدش بالك من ده في الكبيرة والصغيرة.
~
واضح كمان إن النمط ده مُرهق جداً ذهنياً ونفسياً وهيخليك تعيش مشاعر سلبية على أحداث لسه محصلتش وممكن متحصلش زي ما في دماغك خالص أصلاً.
أمثلة:
- لما ترتكب ذنب معين بعدين تحصلك حاجة وحشة في حياتك، يبقى ربنا بيعاقبك على الذنب ده!
- لو حد عاملك وحش، يبقى أكيد انت عملت حاجة ضايقته!
- لما تتصل على حد في التليفون وتلاقيه مشغول، وبعدين تتصل بواحد تاني وتلاقيه مشغول برضه.. يبقى تلاقيهم بيكلموا بعض دلوقتي!
- الشخص اللي تحصله حاجة حلوة يبقى أكيد هو شخص كويس! واللي تحصله حاجة وحشة يبقى تلاقيه وحش ويستاهل!
~
المشكلة:
في الأمثلة اللي فوق:
– مش شرط يكون ده عقاب ربنا على الذنب اللي لسه عامله (أحياناً ربنا بيأجل العقاب، أحياناً انت بتستغفر وربنا بيعفو، أحيانا بتحصلك حاجات وحشة كاختبار مش أكتر، إلخ)…
– ولا شرط تكون عملت حاجة ضايقته…
– ولا شرط يكونوا بيكلموا بعض..
– ولا شرط الحلو تحصله دايماً حاجات حلوة ولا العكس…
وهكذا…
~
الموضوع ده مرهق عقلياً لأنك بتفضل مشغول بتدور على سبب منطقي للي بيحصلك أو بيحصل لغيرك. عاوز تلاقي تربيطات بين المواقف باستمرار وأسباب لكل حاجة بتحصل. بس الحياة مش كده. مش كل حاجة بتتعرف في وقتها، ومش كل حاجة بتتعرف عموماً
وكمان ممكن جداً يكون سبب في شعورك بالذنب لأي حاجة وحشة تحصلك! وتخش في مشاعر سلبية مُهلكة جداً ! وتشوف نفسك بصورة سلبية، إلخ…
~
فارحم نفسك من شبكة التربيطات اللي في دماغك.
أمثلة:
- “انا فاشل!”.. هل ده اللي بتقوله لنفسك (سواء في السر أو العلن) لو موصلتش للي انت عايزه في سنة الثانوية (أو أي سنة)؟
- “إيه الواد الغبي ده”!.. هل ده لسان حالك لما حد يعمل تصرف غبي بالنسبالك؟
- “ده بني آدم لا يُعتمد عليه”!.. هل ده رد فعلك لو حد عمل غلطة معاك في الشغل؟
~
المشكلة:
ببساطة هنا انت مش بتفصل بين الشخص وبين الخطأ اللي صدر منه.
طبعاً كتييييير من الأهالي بتربي بالطريقة دي للأسف! هما ورثوها من أهاليهم، والولاد بـ يورثوها منهم! وتفضل السلسلة مستمرة…
((حاجة وحشة إن أهلك يعملوا كده معاك. بس الأخطر إنك تكون بتعمل كده مع نفسك أصلاً))
~
انت ممكن تكون شخص كويس جداً عادي بس موفقتش في المهمة دي لأسباب معينة سواء تعرفها أو لاء، سواء تقصير منك أو لاء، ووارد جداً تنجح فيها تاني لو اتكررت (و وارد لاء عادي، مش شرط تنجح في كل حاجة، ده لا يعني “إنك فاشل عموماً”، بل ممكن تنجح في 100 حاجة تانية). ده غير إنك ياما نجحت قبل كده.
وممكن الشخص اللي حكمت عليه يكون غلط في موقف معين وفقط. وحتى لو بيكرر الغلطة، بدل ما تاخدها على إنه “كذا”، حاول تشوف الاسباب اللي بتخليه يعمل كده وتعالجها (لو انت مسئول عنه)، لأنه أكيد زي ما هو بيغلط، يقدر يتعلم ميغلطش (ده الأساس اللي بتقوم عليه المدرسة النفسية السلوكية).
~
المشكلة إن اللي بيعمل ده مع غيره، بيعمل ده مع نفسه برضه سواء واخد باله أو لاء!
مع أي غلط بيعمله هتلاقي الصوت الداخلي اللي جواه شغال كلام من نوعية: انت فاشل، انت مش نافع في حاجة، انت غبي، انت منافق، انت جبان، إلخ…
تخيل لو انت في شغل وبتتعامل بالنمط ده أكتر الوقت مع نفسك ومع اللي حواليك، حتى لو في سرك! :
** هتتعطل لما تقع لأنك مصدق عن نفسك إنك فاشل، إنك ضعيف، إلخ…
** هتشوف الناس باستمرار بعين وحشة، هتبقى محاوط نفسك بالأفكار والأحكام السلبية عن الأشخاص وعن نفسك،
** ده غير إنك لو مسئول عن شخص وحكمت عليه “بالعنوان” ده لمجرد خطأ عمله – حتى لو كرره – ، الأغلب مش هيبقى عندك صبر عليه ولا هتتعامل معاه بأفضل طريقة تساعده في الموقف ده
أمثلة:
- لازم اخلي الناس كلها تحبني (ممكن تكون بتتصرف بناءً على كده حتى لو بتقول إنها مش فارقة معاك)
- لازم أعمل كل حاجة صح، لازم اعامل الناس بالشكل الفلاني، لازم أخبي مشاعري، لازم اخد الكورس الفلاني عشان أعرف اشتغل، لازم لازم لازم…
- أو كلام من نوعية: أي حد يقولك كذا يبقى بني آدم مبيفهمش! (كأنه بيقول: لازم يكون مبيفهمش عشان يقولك كده. هو حطها قاعدة!)
- أو العكس: إنك تقول لنفسك أو لغيرك: مينفعش أعمل كذا…
~
المشكلة:
باختصار: هنا انت مؤمن بوجوب الأشياء بشكل مطلق!
النقطة بقا إن الـ “لازم” دي بتكون داخلية خفية، مش لازم تكون بتقولها بصوت وانت واعي بيها (تصرفاتك ومشاعرك هي اللي تقدر بيهم تحدد فعلياً هل انت بتتصرف كده ولا لاء).
بس مين اللي قالك إنه لازم؟ أو مش لازم؟ >> معتقداتك، تربيتك، ثقافتك، إلخ…
بس مين قالك إنهم أكيد صح؟ (مبتكلمش عن الأحكام الفقهية الثابتة اللي عليها إجماع ولا أحكام العبادات، غير كده كله عليه اختلاف ومفيش حاجة اسمها “لازم”. مبقولش نهمل أي تعاليم تانية. بس مهياش لازم في المطلق!)
~
المشكلة هنا إنك بتحط لنفسك معايير في حياتك مش هتعرف تلتزم بيها باستمرار، و هتحس بالذنب وكره الذات كتير على حاجات “عادي بتحصل ومش غلط”، وفقاً لحاجات اتعودت عليها بدون ما تسأل: هو فعلاً “لازم” اعمل كذا عشان تحصل النتيجة اللي في دماغي؟ هو لازم أصلاً أحصل على النتيجة دي فعلاً ؟!
~
ده غير إن النمط ده هيأثر على علاقاتك لما تعامل حد بالطريقة الحتمية دي (هيتخنق منك من الآخر)
أمثلة:
- لما فريقك يخسر ويلعب وحش ماتشين تلاتة، مشاعرك تفور جواك وتبقى متغاظ، وتلاقي تعليقات على صفحة النادي من نوعية: الفريق لازم يتفور، فلان ده ملوش فيها، إلخ…
سبحان الله لو نفس اللاعب ده لعب حلو جداً في ماتش، تخش تقول: فلان ده لعيب.
هو ملوش فيها ولا لعيب؟ ما ترسالك على حاجة ياعم الحاج!
~
- أو تكون مُحبط شوية ومخنوق لأنك معرفتش تحقق حاجة كان نفسك فيها، فييجي حد يقولك إن عادي وياما حققت حاجات ومتعوضة وإنك كويس بدليل كذا وكذا.. فانت تميل بسبب شعورك السئ وقتها تجاه نفسك إنك تقلل من كلامه ومن قدراتك.
~
~
المشكلة:
هنا انت بتلقي أحكام أو قرارات بناءً على دفعة شعورية طاغية مؤقتة.
كأنك بتقول بينك وبين نفسك “طالما انا ده اللي حاسه دلوقتي ومقتنع بيه يبقى هو الصح”.
و ده منطق غلط جداً.
لأنك لما بتكون متضايق وغضبان ممكن جداً حكمك على حاجة يكون مشوه أو سئ مقارنةً بالحالة الطبيعية ليك.
~
فـ خد بالك ومتتصرفش وفقاً لمشاعرك في وقتها…
و زي ما الحكمة بتقول: “لا تتحدث وانت غاضب لأنك ستقول أعظم حديث تندم عليه”
أمثلة:
- المكالمة اللي عارف إنك المفروض تعملها بس خايف وفاكر إنك مش هتقدر تقول الكلام اللي عاوز تقوله فيها، ومتصور إن الشخص التاني هيهاجمك أو يزعل منك أو أو أو…
- السؤال اللي عاوز تسأله في المحاضرة بس محرج وفاكر إنك مش هتعرف تعمل ده والناس هتضحك عليك…
- الامتحان اللي كمان يومين وفاكر نفسك هتسقط ومش عارف تعمل إيه…
~
المشكلة:
هنا الواحد مننا لما بيكون قدامه موقف صعب، ممكن يميل للتقليل من قدرته على مواجهة الموقف ده.
في حين إن فيه مواقف كتير عدت عليك قبل كده كنت فاكر قبلها إن العالم هينتهي ومش متصور إزاي هتعديها، لكنها عدت، ومش بس عدت، ده أحياناً عدت بأحسن شكل مكنتش تتخيله كمان!
وبعدين، هو انت جربت عشان تقول إنك مش هتعرف؟! لاء بجد، أُمال بتقول مش هتعرف ليه؟ يبقى أكيد ده وراه سبب أعمق… (معتقداتك تجاه نفسك).
~
ف خد بالك من نظرتك للمواقف الصعبة اللي هتعدي عليك، واعرف إنها ياما عدت. مش كده ولا إيه؟ 😊