هل انت:
- مشاعرك متقلبة بزيادة، ومشاكلك عمالة تتكرر، ومش عارف تعمل إيه؟
- لما حد بيطلب منك حاجة بتبقى عاوز تقوله لاء بس مش عارف والموضوع ده بيرهقك؟
- دايماً حاسس بالوحدة؟
- شايف إن الناس كلها بتفهمك غلط؟ وإنهم جايين عليك؟ ومحدش بيقدَر، و ….. ؟
- لما مجبتش المجموع الكبير اللي كان منتظر منك في الثانوية، حسيت إنك فاشل وعندك اكتئاب أكتر الوقت؟
- بتتعصب بسرعة أو خلقك ضيق؟
- بتفتكر هزار الناس جد؟
- حاسة إنك محتاجة جداً لحد يقدرِك ويحبِك ويهتم بيكي، وعندِك فقر عاطفي؟
- حساسة بزيادة؟ طب بتتقمصي كتير؟
- مش قادر ترضى عن نفسك وعمال تحرق في نفسك وبرضه إحساسك هو هو؟
- لما بتنزل يوستات أو صور عالفيس والانستاجرام بيبقى نفسك أوي أوي تجيلك لايكات وقلوب وتعليقات حلوة كتير؟ بتعمل refresh خمس مرات في الثانية يمكن فيه لايكات جديدة؟
- لما تبعت رسالة لحد ويشوفها وميردش حتى بعد كام ساعة، بتتضايق وتحس إنه قلل منك؟
- لما حد يقولك تعليق سلبي بتحس إنه بيغلَطك وبتبقى عاوز تقوله لا انا معملتش كده و بتبدأ تدافع عن نفسك؟
- لما خطيبتك تسيبك أو تترفض في شركة بتحس إنك معيوب وبتشوف نفسك قليل؟
- لما بيختاروا حد تاني غيرك يكون ليدر في فريق موجود فيه، بتتضايق ولسان حالك بيقول: اشمعنا مختارونيش؟!
- بترفض الخسارة؟ يعني لو خسرت في لعب كورة / بلاي ستيشن أو فريقك اللي بتشجعه خسر، بتتضايق أوي أو تتعصب أو مش طايق حد يكلمك؟
- لما سن جوازِك يتأخر بتحسي إنك معيوبة أو مش حلوة و بتبدأي تشكي في نفسك؟
~
تمام تمام..
حاسس بيك، انا كنت كده برضه في معظم الحاجات (أكيد مش من ضمنهم الأخيرة.)
بس قبل ما نبدأ، عاوز أقولك على حاجة:
في المقال ده انا هجبلك العلاج المعرفي السلوكي في شوال زي ما بيقولوا. الأساس اللي بيقوم عليه العلاج ده مشروح هنا بشكل أرجو يكون قوي وسلس ومؤثر. فـ محتاجك تركز معايا كده.
~
جاهز؟
فين المشكلة الحقيقية؟
~
كان قاعد في البيت يوم الخميس بالليل بعد اسبوع مُرهق في الشغل، وانطلاقاً من إحساسه بالوحدة، كريم مسك موبايله وكلم اتنين صحابه عشان يقابلهم برة. (افتكر اسم كريم ده كويس)
خرج اتمشى لحد ما قرب عليهم، كانوا بيتكلموا وبيضحكوا بنظرات لبعضهم كده، وأول ما شافوه داخل، سكتوا تماماً.
كريم زعل وخد الموضوع على صدره. وبينه وبين نفسه “كان فاكر” إنه متضايق بسبب اللي هما عملوه (إنهم سكتوا فجأة لما دخل عليهم بعد ما كانوا بيتوشوشوا ويضحكوا. إزاي يعملوا كده 😕).
بس من موقعي هنا أحب أقولك يا كيمو: “انت ظنك غلط 100%”.
. . . . . . . . . . . . . . . . . .
~
لما تحصل حريقة كبيرة في مكان ، الدخان بينتشر بكثافة عالية جداً ويغطى المكان لدرجة إنه بيظهر بكمية أكبر من النار نفسها.
يعني في الأول حصلت حاجة معينة، نتج عنها نار، والنار نتج عنها دخان.
الحاجة اللي حصلت غالباً حجمها بسيط، ممكن يكون مجرد سلك مكشوف، أو عود كبريت اتولع ومسك في خشب. لكن النار اللي نتجت كانت أكبر بكتير من حجم عود الكبريت ده. والدخان بقى، حدث ولا حرج، أكبر منهم هما الاتنين بأضعاف.
~
هل الدخان ده سببه عود الكبريت اللي مسك في الخشب؟
ولَا الصح إن الدخان سببه النار اللي سببها عود الكبريت إياه؟
ها… ؟
التانية أكيد: عود الكبريت > النار > الدخان.
~
تعالى نطبَق ده على حياتك اليومية:
- عيدان الكبريت بتمثل المواقف اللي بتحصلَك
- النار بتمثل الأفكار التلقائية (الأوتوماتيك) اللي بتلعب في دماغك في أي موقف منهم
- الدخان هو مشاعرك الناتجة واللي بتحسها علطول وبتطغى عالموقف للأسف.
بمعني:
- بيحصل موقف
- بيكون ليك تفسير لحظي بدون وعي للموقف ده (أفكار)
- بتحس بمشاعر متوافقة مع الأفكار دي (لو أفكار سلبية تبقى مشاعر سلبية، والعكس)
~
كريم اتقمص من صحابه وحس بالرفض عشان تفسيره اللاواعي التلقائي للي هما عملوه (نظرته للموقف) كان:
إنهم بيتكلموا عليه بشكل وحش، أو بينهم أسرار مش عاوزينه يعرفها فبالتالي هما قريبين لبعض وبيحكوا لبعض أكتر ما بيحكوله، وهكذا…
~
مش مقتنع؟
طب كمل معايا شوية وهريحك.
بس استأذنك ثواني أخلص حوار كده مع كريم وراجعلك، ممكن؟
~
يا كيمو، هل “فعلاً” ده التفسير “الوحيد” للموقف اللي حصل؟
- مش يمكن كانوا بيتكلموا في حاجة سر تخص حد منهم ومن حق الشخص صاحب السر ده إنه ميعرفش حد تاني عليه سواء كان انت أو غيرك (الموضوع ملوش علاقة بيك تحديداً)؟
- مش يمكن كانوا بيتكلموا في حاجة “عيب” بتَضحك، ولما لاقوك داخل عليهم سكتوا عشان عارفين إن انت محترم ومش بتاع الحاجات دي؟
- مش يمكن كانوا بيتكلموا عن حاجة تخص صديق تاني مشترك بينهم انت متعرفوش وبالتالي ملكش دخل إنك تعرف كانوا بيقولوا إيه عنه؟
- مش يمكن أي حاجة تانية مش في دماغنا دلوقتي؟
~
وطبعاً أحد الاحتمالات برضه إنهم يكونوا بيتكلموا عنك فعلاً ومش عاوزينك تسمع. احتمال وارد. لكنه مجرد احتمال، زي أي احتمال من الاحتمالات التانية اللي ذكرتها، أو الاحتمالات الأكتر اللي مذكرتهاش لأني معرفش كل حاجة ولا عندي علم الغيب ولا أقدر أقرأ دماغ الناس بشكل أكيد. ولا انت على فكرة.
فكل حاجة من دول هي مجرد احتمال، وهتفضل احتمال و عمرها ما هتكون حقيقة غير في دماغك انت.
~
الموقف نفسه لو حد تاني استقبله بشكل تلقائي بأفكار تانية زي إنهم كانوا بيتكلموا في أي موضوع سر يخصهم وإن حقهم طبعاً يكتموا عليه، مكانش هيتضايق، وكان هيخش يسلم عليهم عادي بدون ما مشاعره تتأثر بالشكل ده.
~
إذاً مع إنه نفس الموقف بالظبط !
إلا إنه كان ليه تفسيرات مختلفة عند شخصين مختلفين، وبالتالي كل شخص منهم حس بمشاعر مختلفة تماماً (هنتكلم تحت شوية عن سبب حدوث ده)
و ده بيُطلق عليه: same event, different perspectives (stories)z
~
من الآخر:
تفسيرنا واستقبالنا للمواقف هو اللي بيحدد مشاعرنا في المواقف دي، مش المواقف نفسها.
غريبة عليك؟ ماشي. عميقة؟ ماشي. دماغك بتلف ولسه بتحاول تستوعبها؟ ماشي. محتاج أمثلة أكتر؟ ماشي برضه.
~
مش انا قولتلك إني هريحك؟
اديني عملتلك الصندوق الرصاصي ده مخصوص:
نفس الموقف لو فكرتك او رؤيتك وتفسيرك ليه اتغير، هتتغير مشاعرك تجاهه وممكن تتبدل تماماً 180 درجة !
مثال 1:
لو عندك حالة وفاة، وليك صديق مجاش ولا اتصل عليك بعد كام يوم، فانت كنت زعلان جداً منه.
بعدها عرفت إنه يوم حالة الوفاة صاحبك كان عمل حادثة ومغمى عليه في المستشفى من ساعتها.
هل هتبقى لسه زعلان منه؟
لا أبداااااااااااا، بالعكس، هتروح تزوره أول ما يفوق.
طب هل معرفتك بالحادثة اللي حصلتله، غيرت من حقيقة إنه مجاش العزاء ولا اتصل شئ؟
لا برضه. هو بالفعل مجاش العزاء ولا اتصل.
يعني انت مكنتش زعلان من عدم حضوره ولا اتصاله في حد ذاتهم، اللي كان مزعلك هو تفسيرك لعدم حضوره أو اتصاله (إنه مقصر ومجاش بدون عذر). لكن لما تفسيرك اتصلح، الزعل راح. مع إن في كل الأحوال اللي حصل هو اللي حصل.
~
مثال 2:
3 من معارفك: احمد و مصطفى و سامح، كانوا واقفين بيتكلموا سوا في مرة.
احمد ده انت بتثق فيه، بس هو نفسيته مش تمام وفيه مشاكل بينه وبين مصطفى، اتصل عليك وقالك إن مصطفى قال عليك كلام وحش. فانت صدقت احمد واتضايقت جداً.
لما قابلت مصطفى قررت تعاتبه وكنت زعلان منه، قالك الكلام ده محصلش ومقولتش كده خالص، حتى اسأل سامح.
سألت سامح وأكدلك إن مصطفى معاه حق وإنه مقالش عليك حاجة.
فمشاعر الضيق اللي كانت عندك تجاه مصطفى اختفت واتبدلت تماماً بمشاعر حب وإحراج منه كمان.
مع إن في الحالتين، اللي حصل هو اللي حصل، إن ال3 وقفوا واتكلموا وقالوا كلام محدد ثابت متغيرش، هو حدث ثابت في الماضي، اللي اتغير بس هو فهمك انت للي حصل.
~
مثال 3:
لو ليك اتنين صحاب في الشغل، واحد منهم شخصية جادة “ياسر”، والتاني 95% من كلامه هزار “طارق”.
جه ياسر قالك: على فكرة يا محمود انا للأسف مسحت كل إيميلات الشغل بتاعك بالغلط.
هتحس بإيه؟
غالباً هتضايق أو تتوتر أو تغضب.
ليه؟ لأنك مصدق اللي قالهولك.
طب لو كان طارق هو اللي قالك كده؟
الأغلب كنت هتقعد تقوله ياعم بطل رخامة، أو هتقعد تألش معاه.
ليه؟ لأنك مش مصدق اللي قالهولك.
~
بس هل تصديقك أو عدم تصديقك في كل حالة، هيفرق في حقيقة إن كانت ايميلاتك اتمسحت فعلياً ولا لاء؟
تقصد إيه؟ هي ممكن تكون متمسحتش؟!!
أيوة، مش يمكن في أول حالة طارق وز ياسر يعمل فيك مقلب ويقولك كده لكنه فعلاً معملش حاجة؟
بس رغم كده، انت غالباً قبل ما تتأكد وتكتشف الحقيقة وإن كل إيميلاتك موجودة، هتضايق أول ما تسمع الخبر. الخبر اللي محصلش أصلاً.
ليه؟
لأن الحدث نفسه مش هو الفيصل. تصديقك له من عدمه هو الفيصل.
~
مثال 4:
لو واحدة متجوزة، وبتحب جوزها جداً جداً، وحاسة إن جوزها بيحبها جداً، وعايشة معاه والدنيا تمام، بالنسبالها.
وبعدين في مرة اكتشفت إنه متجوز عليها ونص وقته اللي كان برة البيت كان مع مراته التانية. ولما صارحته بالموضوع وزنقته في الكلام قالها إنه بقاله فترة زهق منها وإنه عمره ما حبها بجد وإنه هيطلقها.
دلوقتي السؤال: خلال الفترة اللي فاتت هو في الواقع مكانش بيحبها ولا حاجة، بس رغم كده هي كانت حاسة بالحب. يبقى أكيد الحب اللي كانت حاساه ده مكانش سببه إنه بيحبها (لأنه مكانش)، بل سببه القناعة اللي جواها إنه بيحبها، أو كان سببه حبها هي ليه.
~
مثال 5:
لو حد شتمك بلغة مبتفهمهاش، مش هتضايق ولا تغضب، ببساطة لأنك متعرفش هو قال إيه ولا هو بيشتم ولا بيعمل إيه.
لكن لو فاهم اللغة، هتضايق.
مع إن في الحالتين هو بالفعل شتمك. بس الفكرة مش في الشتيمة. الفكرة في فهمك للحدث اللي تم إن كان هو كلام مجهول زي المثال الأول أو شتيمة زي المثال التاني.
~
نفس الفكرة بقى:
- لما تنزل صورة ومتاخدش لايكات كتير، فتتضايق.
** مش عدم اللايكات اللي ضايقك.
** عدم تحقق المعنى اللي انت رابطه بعدد اللايكات هو اللي ضايقك (اللي هو تصورك إن عدد اللايكات مقياس لحلاوتك أو حب الناس ليك، إلخ…)
** لكن لو انت عندك قناعة إنك كده كده كويس ومش محتاج عدد لايكات معين لإثبات شئ لنفسك، مشاعرك مكانتش هتبقى كده.
~
- لما تبقي مش مرتبطة وحاسة بالوحدة الشديدة والفقر العاطفي وإن نفسك حد يهتم بيكي أو تحسي بالحب من الناس.
** عدم الارتباط كحالة في حد ذاتها مش هي المشكلة أبداً. (وإلا أي حد مش مرتبط كان حس بنفس المشاعر. وانتي نفسك كنتي هتحسي بالمشاعر دي في كل لحظة من ال24 ساعة كل الايام طالما انتي لسه مش مرتبطة.)
** مفهومك وأفكارك عن نفسك وانتي مش مرتبطة هي السبب. (بدليل إنك أثناء أي وقت بتعملي فيه حاجة مسلية أو حاجة بتحبيها أو حصلت مشكلة شغلتك وانهمكتي فيها وخلت تفكيرك وقتها في حاجات تانية غير الارتباط، مشاعرك في الوقت ده هتبقى حاجة تانية خالص. مع إنك مش مرتبطة برضه.)
** لكن لو عندك قناعة إنه إحساسك بالحب أو السعادة أو إنك ذو قيمة وإنك مهمة و….. ملهمش علاقة بانتِ مرتبطة وفيه حد في حياتك بيتصل يتطمن عليكي وكده ولا لاء، مكانش إحساسك هيبقى كده (بالمناسبة: الأفكار دي دخلتلك من الأفلام الرومانسية والنت والمجتمع وكلام الناس).
~
- لما تعمل ذنب معين، وتحس بالضيق الشديد المستمر.
** مش الذنب في حد ذاته اللي مضايقك كده.
** اللي مضايقك هو أفكارك تجاه نفسك إنك شخص وحش وعمال تغلط، أو إن ربنا كده هيعاقبك ومش هيرضى عنك، إلخ…
** لكن لو أفكارك جت من نوعية إنك غلطت بس انت بشر، وهتستغفر بصدق وربنا من رحمته فاهم ده في طبيعتنا كبشر وهيسامحنا، مشاعرك مكانتش هتبقى كده.
~
- لو فقدت شخص عزيز عليك.
** حدث فقدانه في حد ذاته مش هو المشكلة.
** اللي بيعنيه حدث الفقد بالنسبالك هو اللي تاعبك: لو دماغك فيها أفكار زي: “مش هعرف أعيش من غيره” / “مش هلاقي زيها تاني 🙁” / “ده الوحيد اللي كان بيحبني“، طبعاً هتتعب وهيستمر تعبك كمان بدرجة كبيرة.
** لكن لو أفكارك كانت زي “دي سنة الحياة، أي حد مننا ممكن يموت في أي وقت، وكلنا مبتلين بوفاة الأحباب” / “الحمد لله إنه مات على أعمال صالحة وخاتمة كويسة” / “هو توفى خلاص، وحقي أزعل طبعاً، وهفضل فاكره، بس لازم أكمل حياتي لأن لو هو توفى فانا لسه عايش” / أو “أكيد زي ما لقيت زيها هلاقي غيرها حتى لو انا مش متخيل ده حالاً“، إلخ…، مشاعرك مكانتش هتبقى بنفس الشدة. (ترديد الكلام ده وإنك تبقى عارفه حاجة، وتطبيقه عند اللزوم مع الإيمان الحقيقي بيه حاجة تانية خالص)
(طبعاً الحزن – اللي بيهدأ تدريجياً بعد فترة ومش بيوقف حياتك – حاجة، وتعطيل الحياة واجترار الأحزان عمداً حاجة تانية.
ومبقولش إنك مش هتزعل، بس بقول إن الإيمان القوي الحقيقي الراسخ هيخليك تتعامل مع الموقف بثبات وبدون ما حياتك تقف. الموضوع صعب شوية، انا مبحكمش عليك دلوقتي. انا بشرح الفكرة بس)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . .
~
استوعبت الفكرة أكتر؟
بدعوك إنك تتأمل في كل مثال ذكرناه، وتبحث أكتر عالنت لو حابب، اتعب شوية في استيعاب الكلام ده. لأنك لما تستوعبه، وتطبقه في حياتك، مش هتعيش زي ما كنت عايش قبل كده. حياتك هتتنقل لمستوى تاني إن شاء الله.
~
طب ابحث في إيه يعني؟ اكتب إيه على Google؟
بص، دي النظرية الرئيسية في العلاج المعرفي السلوكي: ABC Model ( أ ب ج ). ممكن تاخد فكرة عنها من هـنـا.
أ : الحدث والموقف اللي حصل (دخلت على اتنين بيتكلموا ثم سكتوا)
ب : تفسير دماغك واستقبالك للي حصل (إنهم بيتكلموا عنك ومش حابين يشاركوك لأنك أقل من إن علاقتكم تخليهم يحكولك)
ج : المشاعر اللي حسيتها (الضيق، الدونية، الحزن، الإحباط، الغيرة، الغضب، الوحدة، إلخ…)
معظمنا بيظن اللي حصل عبارة عن : أ ← ج.
في حين إن الحقيقة: أ ← ب ← ج.
فمن الآخر، المشاعر بتروح وتيجي، واللي النهاردة بتحبه ممكن حبك ليه يقل أو يزيد او تكرهه.. اللي النهاردة خايف منه ممكن بكرة تتعود عليه..
ده كله لو غيرت نظرتك للشخص أو الحاجة دي.
انا لو قعدت من هنا لآخر المقال ده، والمقال اللي بعديه، أحاول أشرحلك قد إيه وعيي وتطبيقي للمفهوم ده باستمرار شقلب حياتي، مش هخلَص كلام.
الموضوع عامل زي ما اكون كنت بلعب في المقاولين وبعدين احترفت في ليفربول!
~
▌ طب انا المفروض اتحكم في الأفكار ولا المشاعر؟
~
فاكر الحريقة اللي حصلت فوق؟
رجالة المطافي بيبقوا رايحين هدفهم الأساسي يطفوا النار ولا الدخان؟
يبقى انت المفروض تركز على معالجة أفكارك ولا مشاعرك؟
~
الحقيقة إنك حتى لو حاربت عشان تمنع مشاعرك بإنك تشتغل عليها مباشرة، مش هينفع. لأن المشاعر كده كده هتحصل غصب عنك. مهياش بتاعتك.
في حين إن معالجة أفكارك حاجة بإيدك، وهي أصلاً معالجة غير مباشرة للمشاعر (لأنها اللي بتغذيها)، وبالتالي لما تُصاب بمشاعر سلبية المفروض تركز جهدك على الأفكار اللي وراها.
سواء عشان تهدئ المشاعر الحالية أو تقلل من شدة حدوثها في المواقف اللي بعد كده -لأنك هتكون اشتغلت عالأفكار اللي مسبباها-. (المصدر)
~
طب ليه؟ مين قال كده؟
ده موضوع يطول شرحه طبياً، بس على السريع، احنا عندنا أجزاء في المخ مسئولة عن نقل المشاعر (متعارف عليها باسم المخ الوجداني). المخ الوجداني ده متصل بوصلات عصبية سريعة بمراكز الإحساس زي البصر والسمع والشم واللمس والألم وغيرها. يعني متصل اتصال مباشر بالجسد والعالم الخارجي.
يعني احنا المشاعر اقرب لجسمنا فـ بنحس بالمشاعر أسرع من إدراكنا إن الأفكار هي السبب. وعشان كده لما بتحس بالخوف، فوراً دقات قلبك بتزيد وبتعرق بسرعة قبل ما تلحق تفكر وتراجع إيه اللي مخليك خايف كده.
و الخاصية دي فينا كبشر مفيدة جداً في حالات الخطر، لما تكون بتعدي الطريق وتلاقي عربية جاية في وشك بسرعة، أو تكون في رحلة سفاري وتشوف أسد جاي بيجري عليك.. ساعتها مفيش وقت تفكر، إلا لو حابب تبقى وليمة العشاء لملك الغابة والعائلة الكريمة.
اللي بيحصل إن جسمنا فوراً بيدفعنا للحركة، و ده اللي بينقذنا في المواقف اللي زي دي!
فض الاشتباك بين الأفكار والمشاعر:
( المحتوى هنا مأخوذ من كتاب “مهارات الحياة” لـ د أوسم وصفي – انا فقط ضيفت الأمثلة وبسطت الكلام)
~
المشكلة العويصة برضه، إن كتير مننا مش بيفرقوا بين الأفكار والمشاعر في كلامهم..
بص عالكلام الجاي ده كده وجاوب.. هل هو أفكار ولا مشاعر؟ :
” حاسس إنه مبيحبنيش”
” حاسس إني قليل وسط الناس دي”
” حاسس إني فاشل “
.
.
دي كلها أفكار مش مشاعر.
المشاعر بتبقى زي: غضب، حزن، إحباط، دونية، شك، إلخ… (فيه كتير أوي على فكرة، مش 4 5 وخلاص…)
~
طب إيه اللي بيحصل لما نخلط بين الأفكار و المشاعر؟
فيه حالتين:
1- معاملة المشاعر كأنها أفكار
مثال:
انت مريت بموقف معين حسيت فيه بالخوف (شعور طبيعي حقك)، فقعدت تقول لنفسك من جواك “انا خواف” (فكرة مش صح)
المشكلة:
هنا انت بدون وعي عاملت شعور طبيعي لا يعيبك في شئ على إنه فكرة وحكمت على نفسك كشخص. والفكرة السلبية دي عنك انت رافضها لأنها بتعيبك. فـ “بتكتمها جواك” (مما يعني إنك كبت مشاعرك)
كأنك بدل ما نحاول تطفي الدخان، قفلت الشبابيك عشان الدخان ميظهرش برة للناس! فاللي جوة البيت – اللي هو انت يعني – يتخنق.
~
2- معاملة الأفكار كأنها مشاعر:
مثال:
إن لسان حالك يبقى “حاسس إن كل الناس رفضاني”.
المشكلة:
هنا انت عندك فكرة بتقول “كل الناس رفضاني”، بس انت اعتبرتها إحساس عندك، وده بيخليك تقبل الفكرة دي حتى لو هي غلط، من منطلق إن هو ده اللي انت حاسه بقى! وإنك مش هتشك في إحساسك وكده.
فتصدق الشعور ده، اللي هو فكرة أصلاً، فلما الفكرة تفضل جواك لأنك صدقتها هتقعد تغذي مشاعر سلبية، والمشاعر دي تظهر في حياتك وتأثر عليك، كأنها بتحرقك!
~
فـ لما تعامل المشاعر إنها أفكار: كأن الدخان (المشاعر) بيخنقك!
ولما تعامل الأفكار إنها مشاعر: كأن النار (الأفكار) بتحرقك!
~
أُمال الصح إيه؟
إنك تقبل المشاعر وتعبر عنها، وتفحص الأفكار اللي وراها.
المعتقدات.. أصل الحكاية
~
طب دلوقتي.. فيه سؤالين:
1- هو ليه كريم فسر الموقف اللي ذكرناه على إنهم بيتكلموا عليه، وغيره فسره بشكل تاني؟ ليه أفكاره التلقائية أوحش من أفكار غيره التلقائية؟
2- لو هما فعلاً بيتكلموا عليه (بفرض إنهم قالوله كده)، إيه اللي يخلَي ده يغضبه أو يحسسه بالنقص والدونية؟
~
هنا نيجي لـ “ليفل الوحش”. المعتقدات. وما أدراك ما المعتقدات!
~
نظريات علم النفس المعرفي بتفترض إن كل انسان عنده معتقدات محورية بتشكل بالنسباله تصور داخلي للطريقة اللي العالم والناس حواليه ماشيين بيها. كأنها الsoftware اللي بنفهم بيه العالم ونفسر الأحداث وبنحكم بيه على نفسنا وعالناس وعلى علاقتنا بربنا، وهكذا…
~
فالشخص اللي عنده معتقد راسخ عن نفسه إنه “قليل”، أفكاره التلقائية هتطلع من المنطلق ده وتعززه، وهيميل لتفسير تصرفات الناس باستمرار على إنها تقليل منه (سواء هو واعي بالمعتقد ده أو لاء، ساعات ممكن يبقى بيقول لنفسه عكسه أصلاً ! لكن يا صاحبي، المشاعر في المواقف بتفضح الحقيقة!)
~
في المثال بتاع كريم، لو حد مكانه عنده معتقد إنه ذو قيمة وإنه مش أقل من غيره كشخص، هيميل تلقائياً -بدون تفكير ومجهود منه- لأي تفسيرات تانية غير إنهم بيتكلموا عنه، مش هيبقى موضوع محل نقاش جوة دماغه أصلاً !
أو حتى لو هو واعي إنهم ممكن كانوا بيتكلموا عنه، مش هتبقى فارقة معاه قد كده، الفكرة دي مش هتسببله إحساس بالدونية والوحدة والرفض زي ما حصل لكريم. he will not give a shit يعني.
عارف ليه؟
لأن الفكرة دي مش ملمِسة مع أي معتقد سلبي عنده تجاه نفسه.
فكرة إن اتنين بيتكلموا عنه في عدم وجوده مش بتعني بالنسباله إنه قليل ولا شئ من هذا القبيل. لإن مفيش أصلاً معتقد موجود بيقول “انا قليل”.
بالعكس بقى، ده فكرة زي كده تُسئ ليهم هما مش ليه، إنهم بيتكلموا عن حد من ورا ظهره و بـ يغتابوه. لكنها لا تعيبه هو في شئ أبداً (وممكن يبقى مستاء منهم على سلوكهم غير الأخلاقي ده، بس مش هيحس بالرفض والدونية ويتقمص).
أوبس!
~
▌ طب وهيحصل إيه يعني لو عِشت ومعتقداتي سلبية؟
3 حاجات رئيسية:
1- حالتك المزاجية وعدم استقرارك النفسي العاطفي
زي ما اتفقنا، المعتقدات بتغذيك باستمرار بأفكار تلقائية في كل المواقف اللي بتحصل وانت مش واخد بالك. لما سواق بيكسر عليك في الطريق، لما تلاقي الموقف زحمة، لما تصحى متأخر في يوم شغل، كل الحاجات دي بتأثر في مزاجك. وحقيقةً، معتقداتك تجاه الحياة والناس ونفسك وشغلك وغيرهم، هي السبب.
لو حد قالك كلمة حلوة هتبقى فرحان، بس بعدها بثواني لو حد قالك تعليق وحش هتضايق، بعدها لو حد جبلك هدية هتفرح شوية، ثم فلان اللي كنت مستنيه يتصل متصلش فتزعل. وهكذا…
الكلمة بتجيبك وتوديك، وانت عمال تتقلب بشكل سريع و حاد في اليوم الواحد بل في خلال الدقيقة الواحدة، ومعظم يومك منتش مستقر ولا متزن نفسياً.
ليه؟
لأنك معتمد في إحساسك بالقيمة والسعادة على أحداث خارجية مش بإيدك ولا عمرك هتتحكم فيها (عمرك ما هتقدر تتحكم في ردود أفعال وآراء كل اللي بيتعامل معاك عنك مثلاً).
فـ هتلاقي مواقف كتير بتحصل بتحس معاها بمشاعر سلبية رغم إنها مواقف بسيطة، هتبقى هش نفسياً، وهتتهز من أي موقف ممكن يلمس مع معتقد سلبي عندك.
لا أنسى موقف حصل في فرح: واحدة كانت بتصرخ بصوت عالي جداً – حرفياً – في وش صحابها وأهلها. وكان باين على وشها القمص جداً يعني. وبعد أقل من نص دقيقة كانت بتضحك معاهم وقامت تهيص على أغنية يتعلموا يتعلموا و وشها مش باين عليه أي حزن.
(طبعاً مفيش مشكلة التبدل في المشاعر، بس مش من أقصى الشمال لأقصى اليمين أو العكس في وقت قصير جداً كده. ده معناه إن كنت روحت شمال من الأول على مفيش. تكرار ده بقى في حياتك مشكلة)
~
و ده اسمه Emotional Roller Coaster (ال Roller Coaster هو قطر الموت: عمال طالع نازل بشكل فجائي، معندوش حالة اتزان تقريباً).
واعتقد ده محتاج مقال لوحده.
~
2- بتأثر على ردود أفعالك، وبالتالي مستقبلك
تعرف إيه المشكلة التانية غير إنك هتحس بمشاعر سلبية؟
رد فعلك بقى.
مهو انت لما تحس بالمشاعر السلبية دي، فيه احتمال كبير إنك تتصرف بشكل سلبي.
(إلا إذا دخلت الإرادة في المعادلة وقررت تتحكم في تصرفاتك قدر الإمكان – وده اللي ربنا طالبه منك وهيحاسبك عليه. و آه انت مسئول عن كل تصرفاتك –)
وحسب الموقف اللي بتمر بيه، معتقداتك بتنتج تلقائياً أفكار سلبية كتفسير للأحداث ولردود أفعال الناس اللي حواليك. فـ لما يحصلك موقف سلبي، ثم رد فعلك يبقى سلبي، فالمشكلة تزيد أكتر، فمشاعرك تتعب أكتر، وتستمر الحلزونة. يامَا الحلزونة!
~
3- بتقيس بيها نفسك، نجاحك، الناس اللي حواليك، كل حاجة…
تخيل إنك مهندس ديكور قد الدنيا ومعاك مسطرة متر بس طولها الحقيقي 90 سم وانت متعرفش. المهم إنك خدت المسطرة و رُحت الشقة اللي بتصمملها العفش وقعدت تقيس وتعيش حياتك. وبعد ما الزبون جاب أغلى أنواع الأثاث عالمقاسات اللي ادتهاله، لما جه يحطه في الأوضة لقى المقاسات أصغر والأوضة فيها فراغات وشكلها مش منظم.
المهم هو اتصل عليك وقالك تعالى يا بشمهندس شوفلنا الحكاية والرواية…
فانت استغربت جداً !! وقعدت تقوله انك حاسب كل حاجة صح، وانك مش غلطان، والكلام اللي احنا عارفينه ده…
~
هو إيه اللي بيحصل هنا؟
~
طب تخيل إنه جاب مهندس ديكور تاني (بس معاه مسطرة متر صحيح)، وطلب منه يعيد القياسات، هيكتشف إن فعلاً المقاسات مختلفة!
قام الزبون جابكوا انتو الاتنين قدام بعض وقالكم اتصرفوا بقى وشوفولي مين فيكم صح! مليش انا في الشغل ده.
فانت قعدت تحلفله إن المسطرة بتاعتك متر، وإنه يمكن هو اللي استخدم مسطرة 110 سم ولَا حاجة، وإنك عملت القياسات بضمير، و …………..
~
مممممممممممم طب وبعدين؟
~
اللي حصل إنك استخدمت مسطرة غلط في القياس وانت مش عارف، وكل قياساتك بالتالي غلط. رغم إنك مش مقتنع غير باللي في دماغك.
و ده اللي بيحصل مع المعتقدات. انت بتقيس بيها الأحداث اللي بتحصل حواليك وبتبني عليها آراءك، مع إنها ممكن تكون غلط تماماً.
~
طب والحل؟
إنك تبدأ تقتنع إن ممكن مسطرتك تكون غلط. و ده عن طريق فحص المسطرة اللي معاك حالاً. زي إن الزبون يجيب عدد أكبر من المساطر المتر الحقيقية ويقيس بيها ويطلع فعلاً إن المسطرة بتاعتك هي اللي أصغر ب 10 سم. ساعتها ممكن تقتنع.
~
مشكلة معتقداتنا إننا مش بنراجعها، ده احنا بنستخدمها في الحكم على الناس والواقع (بنقيس بيها اللي بيحصل قدامنا). فلو المعتقدات دي مشوهة، منظورنا هيبقى غلط، وكل قياساتنا هتبقى غلط x غلط.
~
من تطبيقات ده في حياتنا :
- المعتقدات هي أصل معظم مشاكل التواصل بيننا.
لأن كل واحد بيتكلم من خلفيته ومرجعيته ومش مقتنع إن الطرف التاني له معتقدات مختلفة ومقتنع إنها صح جداً بالنسباله برضه بل إن انت اللي غلط!
اعتقد لو فهمنا ده وطبقناه، حاجات كتيييير هنرتاح منها، ومشاكل كتير هـنتجنبها.
~
- المعتقدات مرتبطة بالتوقعات.
— لو متوقع (معتقد) إنك لازم تشتغل أول ما تتخرج. بعد فترة من التخرج بدون شغل هتبدأ تحس إنك فاشل أو فيك حاجة غلط.
— لو متوقع إن فترة الجيش دي هتعطلك عن إيجاد وظيفة، ومركز عالفكرة دي دوناً عن غيرها. هتبقى مُحبط أكتر من غيرك اللي بيركز يستفيد منها إزاي.
— لو متوقعة إن خطيبك لازم يتصل يتطمن عليكي كل يوم. هتتضايقي لو متصلش في مرة.
~
- المعتقدات بنحكم بيها عالناس.
ممكن حد ينزل صورة عالفيسبوك أو يعمل تصرف معين، فانت تقول: ده عاوز يلم لايكات، ده بتاع بنات، ده…… . أوقات تفسيرك هيبقى صح، بس أوقات هيبقى غلط. فـ خليك منفتح ومتحكمش وريح نفسك أحسن.
~
- المعتقدات بنحكم بيها على نفسنا.
فتبقى عامل إنجازات كويسة جداً، والناس شايفاك ناجح وكويس و بتتمنى اللي عندك.
بس انت مش حاسس بقيمة اللي وصلتله، مقلل من نفسك ومش مقتنع إنك ناجح، مش قادر تحس بالنعمة، ولسه عاوز تعمل حاجة Wow وتطلَع نار من بوقك وتبقى أجمد واحد في العالم في مجالك وتاخد 583 كورس عشان تفضل تتطور وتلاعب Messi جون مشترك وتكسبه، عشان تقتنع إنك ذو قيمة.~
وعجبي!
~
باختصار: المعتقدات السلبية بتحدد حالتنا الشعورية والمزاجية، بتدمر علاقاتنا بالناس وبمستقبلنا اللي بنحكم عليه بالفشل قبل ما ييجي، و بتشوه رؤيتنا للواقع.
* ( المثال في بداية الفقرة مأخوذ من كتاب “مهارات الحياة” لـ د أوسم وصفي )
~
▌ طب انت عاوز إيه دلوقتي؟
~
خليك واعي بالكلام اللي قولناه ده. واعرف إن غالباً مشاعرك اللحظية في الموقف مبتعبرش عن الواقع فعلاً، وإنها ممكن جداً تكون غلط لأن معتقداتك غلط، فمتعتمدش عليها، ومتلقيش أحكام على غيرك، واتصرف بغض النظر عن هواك ومشاعرك اللحظية.
ببساطة يعني:
~
~
- قول الكلام اللي عارف إنك المفروض تقوله حتى لو حاسس بالخوف على شكلك قدام الناس…
~ - اعتذر لو غلطت في حق حد حتى لو حاسس بالإحراج…
~ - انجز المكالمة اللي مأجلها من فترة وعارف إنك المفروض تعملها حتى لو حاسس بالخوف من المواجهة…
~ - احسن التعامل مع شخص اتقالك إنه قال عليك كلام وحش حتى لو اتضايقت – لأنك متعرفش حقيقة الكلام ده فعلاً -…
~ - وهكذا بقى…
~
~
سمعت عن مسرحية “هاملتون” الأمريكية؟
مش مهم.
المهم تعرف إن المسرحية دي اتعرضت في 2015. وفي سنة 2016 المؤلف بتاعها كسب 11 جائزة عالمية. سعر تذكرة حضور المسرحية لشخص واحد وصل لـ”1000 دولار”.
لاء استنى ثواني هنا. انت هتكمل قراية كده عادي!!
1000 دولار. يعني بسعر دلوقتي أكتر من 16 ألف جنيه للشخص الواحد 😯
“لين مانويل ميراندا“، هو مؤلف المسرحية دي. الراجل ده قعد يكتب في المسرحية 6 سنين. بس مش دي الفكرة.
الفكرة إنه نزل بوست قبل كده قال فيه إنه كان طول الوقت بيصارع مشاعر الشك جواه إنه هيكتب حاجة حلوة تعجب الناس، أوقات كتير كان بيقف ويبطل كتابة، ويرجع يجاهد نفسه ويكتب، ويقف، وهكذا…
في البوست ذكر حوار دار بينه وبين مراته عن المشكلة دي، وختم النقاش بجملة مراته قالتهاله: “كلنا بنعاني من المشاعر دي طول الوقت”.
كلامها ده لَمِس معاه أوي وخلاه يستوعب فعلاً إن دي مش مشكلة شخصية أو عيب فيه، دي مشكلة عامة، والتغلب عليها محتاج إنك تتصرف رغم مشاعرك دي.
وقد كان. وفضل يكتب فيها، وعمل المسرحية اللي بقى تمن تذكرتها 1000 دولار.
بس يا سيدي.
~
هو ده اللي بيحققلك نتائج مُبهرة وعميقة في حياتك، وبيعزز من تقديرك لنفسك، وبيخلي علاقتك بغيرك حقيقية.
هو ده النضج في الحياة: إنك تبقى عارف الصح وتعمله لأنه هو الصح بغض النظر عن مشاعرك الداخلية لحظتها. (و ده موضوع كبيـر محتاج كلام لوحده بإذن الله).
~
بس كده المشاعر لزمتها إيه بقى؟؟
في مقال الوعي اتكلمنا عن دور المشاعر الرئيسي في حياتنا. لو تحب تبص عليه.
وإن شاء الله هحكي أكتر عن كل اللي اعرفه بخصوص المشاعر في مقال بعدين.
طب معتقداتي دي، اتكونت إزاي؟
~
لو واحدة تعرضت لخبرات سيئة في طفولتها خلتها توصل لقناعة إن مينفعش تثق في الرجالة وإنهم كلهم مبيدوروش غير عالجنس.
ثم البنت دي لما تكبر تقابل راجل أعجب بيها فعلاً ومكانتش نظرته ليها جنسية أبداً.
فـ بدل ما تراجع المعتقد اللي عندها، هتتمسك بيه، وهتفترض إنه ممكن يكون بس مستني الفرصة المناسبة وهيظهر على حقيقته، أو إنها بس مش جذابة جنسياً ليه وهو عاوز يرتبط بيها لسبب خفي، أو أي حاجة، غير إنه يبقى راجل عاوز يكوِن معاها علاقة سوية بدون ما يكون الجنس هو الدافع الأساسي بالنسباله!
ده مش بس كده، ده ممكن على حسب شخصيتها وأخلاقها تحاول تقرب منه وتغريه بدون وعي حقيقي منها – أو بوعي – عشان تخليه يشتهيها جنسياً، وبكده تبقى اتأكدت من النظرية المحفورة جواها أكتر (مش قولتلكم!).
* ( المثال من كتاب “مهارات الحياة” لـ د أوسم وصفي )
~
معتقداتك اتكونت خلال الماضي بتاعك كله (من أول ولادتك لحد اللحظة اللي بتقرأ فيها الكلمة دي)..
- كلامك مع نفسك باستمرار (الحديث الداخلي)
- المواقف اللي مريت بيها وموقفتش عندها تراجعها وتتعلم منها
- المعايير المثالية القاسية اللي اتعودت تتقاس بيها ثم قِست بيها نفسك.
- الأفكار اللي استقبلتها طول حياتك تجاه ربنا والدين والحجاب والحياة والناس و…..
- التوقعات العالية الغلط اللي اتطلبت دايماً منك
- الخوف والحذر الزيادة اللي عشت فيه
- الإساءات النفسية والجنسية والبدنية اللي اتعرضتلها
- الصحاب اللي حاوطت نفسك بيهم وكانوا بيكرروا نفس النوعية من الأفكار والكلام
- كلمات الأغاني اللي بتسمعها “باستمرار” وبتعيِشك في حالة معينة والله أعلم هي بتروِج لأفكار صحية ولا مريضة (90% هي مريضة. ربنا يسهل واتكلم عنها بعدين)
- المسلسلات والأفلام والميديا عموماً اللي وصلتلك إن الخير دايماً ينتصر بعد ساعة ونص، أو إن الاتنين المعجبين ببعض – بيسموا نفسهم بيحبوا – لازم يتجوزوا في الآخر وكله يبقى فرحان وإن دي النهاية (مع إنها البداية) وبيحطولك معايير كارثية أصلاً، شكل فتاة وفارس الأحلام في خيالك اللي هيجبلِك شيكولاتة كتير في خطوبتكم ويقعد ينزل صوركم ستوري عالواتس ويقولك صباح الخير يا حبيبتي كل يوم…
- الإعلانات والانستجرام والسوشيال ميديا اللي بيظهرولك لقطات بس من حياة الناس، بيظهرولك الextremes بس، وبيحسسوك إن فايتك كتير، وإن الناس عايشة منشكحة، و إن فلان خد شهادة من جامعة Samborgshire البريطانية وهي أصلاً كورس أونلاين مدته ساعتين (آه، ومفيش جامعة اسمها Samborgshire)، أو إنك يا سلام لو تعيش في كومباوند وسط الخضرة والمساحات الشاسعة، فانت تكره حياتك أكتر وانت مش واخد بالك.
- إلخ…
~
ده كله بيعزز معتقداتك باستمرار…
~
▌ طب اعمل إيه في الماضي الأليم!! مهو اللي عاملي مشاكل دلوقتي
هو انا نسيت اقولك؟! يقطعني.
إنه رغم الكلام ده كله: الماضي مش هو سبب مشاكلك!
الماضي هو سبب معتقداتك، ومعتقداتك دي هي سبب مشاكلك.
لا يا راجل، انت كده فقيق يعني؟ وهي فرقت إيه؟!
لاء تفرق كتير أوي:
- لو حاطط في دماغك إن الماضي هو سبب مشاكلك، فـ الماضي ده من اسمه، هو “ماضي” وحقائق حدثت وانتهت ومينفعش تتغير. فهتفضل حاسس إنك ضحية لحاجات حصلت وأثرت فيك وخلاص.
~
- لكن لو مُدرك ومستحضر إن سبب مشاكلك حالاً هي المعتقدات اللي اتكونت بسبب “الماضي اللي انتهى ده”، هنا انت عندك الفرصة تتحكم في المعتقدات دي وتقدر تغيَرها. لأنك عارف إن المعتقدات مش ماضي، المعتقدات حاضر.
~
وصلت؟
~
المفروض نراجع معتقداتنا اول بأول كل ما تحصلنا خبرات جديدة. بس للأسف كتير مننا بطئ في الحكاية دي.
~
وهنا بقى عاوزك تسمعني كويس…
عشان عندي ليك خبرين، واحد حلو و واحد وحش:
الخبر الوحش إن لو معتقدات فضلت سلبية، هتتعب جداً في حياتك، وهتتهز في مواقف كتير، وهتغرق في مشاعر سلبية لما تمر بأي صعوبة في حياتك. والكلام اللي قولناه فوق، وليلة كبيرة أوي سعادتك!
~
الخبر الحلو إنك ممكن تغير المعتقدات دي…
بس الأول، خليني اكلمك في موضوع…
الأفكار التلقائية، إيه هي؟ إيه سماتها؟
~
زمان وانت صغير في المدرسة في مادة التاريخ لما درست حركة التجارة، كان فيه طريق اسمه رأس الرجاء الصالح. الطريق ده الأجانب استخدموه عشان يوصلوا للهند بدون ما يعدَوا على الدول المسلمة في افريقيا وآسيا، عشان يضعفوهم.
~
واحنا المخ بتاعنا بينتج حوالي “48.6” فكرة في الدقيقة. يعني 70 ألف فكرة في اليوم! (فيه أبحاث بتقول أقل أو أكتر من كده، لكن دايماً الرقم كبير) (المصدر)
ده معناه إن تقريباً كل ثانية فيه فكرة بتيجي في دماغك. طبعاً مفيش كائن بشري عنده القدرة يتابع كل الأفكار دي ويحللها ويتأكد هل هي صح ولا لاء !
~
خد عندك دي كمان، حوالي 80% من الأفكار دي سلبية – عند أغلب الناس -. وغالباً بتكون أفكار متكررة (عارف لما تبقى أغنية معلقَة معاك؟). وطبعاً هي بتأثر على مشاعرنا تلقائياً وعلى مزاجنا العام، واحنا ما شاء الله ماشيين وراها بدون مراجعة… (المصدر)
فـ لما مزاجك يتعكر تاني متستغربش أوي كده، تمام؟
~
الأفكار بالعدد المهول ده بتُسمى: “الأفكار التلقائية – Automatic Thoughts”. وهي عكس الأفكار المتعمدة – Intentional Thoughts اللي بنفكر فيها بـوعي وتركيز عشان ناخد قرار معين. بس أغلب اليوم يعني، الأفكار في دماغنا بتكون تلقائية.
الأفكار دي بتشتغل في خلفية دماغك طول الوقت حتى لو انت بتعمل حاجة تانية زي إنك بتسوق أو بتكتب أو غيره. و زي ما قولت في كلامي عن أهمية الوعي، ده مفيد أحياناً في السلوكيات المتكررة اللي مش هنقعد نبذل فيها مجهود كل مرة، زي الطريق اللي بنمشي فيه كل يوم.
لكن المشكلة امتى؟ إننا منراجعهاش، وإنها تتحكم فينا.
~
فاكر “النار” اللي اتكلمنا عنها؟
قولنا إن الأفكار التلقائية دي هي النار اللي بتسبب الدخان (المشاعر).
وقولنا إنها مبتجيش من الهواء كده، هي بتيجي متوافقة مع أصلها اللي هو “المعتقدات”. المعتقدات هي اللي بتضَخ أفكار تلقائية لما يحصل موقف يثيرها، والأفكار التلقائية دي مباشرةً بيصاحبها مشاعر متوافقة معاها.
~
الجديد بقى إنه الفكرة التلقائية السلبية بتكون واخدة شكل نمط أو أكتر من أنماط تفكير غلط بيُطلق عليها “التشوهات المعرفية”.
و دي تقدر تطَلع عليها من هـــنـــــــا.
~
باختصار، الأفكار التلقائية دي:
- عددها كبير جداً جداً
- معظمها سلبية عند أغلب الناس
- معظمها متكرر
- من اسمها، تلقائية، يعني بتحصل في خلفية دماغك بدون تفكير متعمد
- غير منطقية، ومش بنراجعها، ورغم كده بنقبلها
~
عاوز احكيلك حكاية بسيطة توضحلك خطورة الأفكار التلقائية دي وقد إيه هي مركبة:
تخيل شخص حاسس بالملل، جتله فكرة إن الحل للملل ده هو إنه يروح علطول للتلاجة ويأكل، رغم إنه مش جعان خد بالك. فالباشا يروح وياكل. هوب تنط فكرة تلقائية جديدة إنه كده بوَظ الريجيم اللي كان عامله، ومش فارقة بقى ممكن يزود في الأكل شوية، ما كده كده باظت! فحضرته يعمل إيه؟ يزود في الأكل…
هوب يلاقي دماغه بتقوله فكرة جديدة: انت بوظت كل حاجة! انت ضعيف ومعندكش إرادة.
فيحس بضعف الهمة ويستحقر نفسه ويكتئب شوية.
~
الموضوع ده بيتكرر في حياتك باختلاف شكله. كل ده بيحصل بدون ما تقف مع نفسك فعلاً وتعقل الموضوع.
زميلنا موقفش مع نفسه وفكَر:
— هو الأكل فعلاً هو اللي هيعوضني عن الملل؟
— هو “الساندوتش” اللي كلته هو اللي هيبوظ الريجيم خلاص فعلاً؟
— هو انا لو كلت وزودت شوية المرادي من غير ما اكون جعان، ابقى “انسان حقير” كده علطول؟
~
التحكم في الأفكار التلقائية عملية بسيطة، لكن مش سهلة أبداً.
تغييرك للأفكار دي عامل زي تغيير “حتة منك” انت اتعودت عليها ومتعرفش غيرها.
فاكتشاف ده صعب، والتخلي عنها أصعب، كأنك بتموِت حتة منك كل يوم. لكنه ممكن جداً جداً بالتدريب والاستمرارية، التدريب والاستمرارية، التدريب والاستمرارية. أقول كمان؟
بعد أكتر من 530 سنة من اكتشاف رأس الرجاء الصالح و استخدامه كطريق “غير مباشر” للوصول للهند. احنا كمان هنستخدم طريق غير مباشر لتصحيح المعتقدات.
إزاي؟
عن طريق شغلنا على الأفكار التلقائية وأنماط التفكير المُشوهة.
وعلى فكرة، انت مش شرط تتخلص من الأنماط دي تماماً. طبيعي إن بعضها يفضل يغذيك بأفكار سلبية. بس دلوقتي انت واعي بالموضوع وهتبقى أحسن في التعامل معاها لو ذكَرت نفسك بالكلام ده باستمرار وطبقته ومارست التمرين اللي هقولك عليه.
~
فـ متخليش خيالك يسرح، ولا تخلي هدفك إنك تتخلص تماماً وإلى الأبد من الأنماط دي!
تمارين تصحيح المعتقدات
~
▌ تمرين 1: جرد المعتقدات
هنا هتاخدلك لفة على معظم جوانب حياتك، تراجع معتقداتك تجاه كل حاجة فيها. وتفكر هل ممكن تكون معتقداتك دي مش صح أوي؟
عملتلك كراسة جرد المعتقدات، وهتلاقيني كاتب فيها مطلوب منك إيه.
حملها من هنا على جزئين:
~
~
▌ تمرين 2: مراقبة الأفكار التلقائية
قبل ممارسة التمرين ده، معتقداتي تجاه نفسي في كذا جانب كانت ضايعة. كنت تعبان فعلاً، بتأثر بمواقف كتير بسهولة، حساس جداً جداً.
لكن بعد كام شهر، نفس المواقف هي هي اللي كانت بتعذبني من جوة بقت بتعدي عليا أسهل تدريجياً بدون ما تهزني جامد، وبعد شوية مبقتش تأثر عليا أساساً، يمكن حتى أضحك عليها !!
طب ياعم شوقتنا، فين أم التمرين؟
بس بس بالراحة!
التمرين بالشرح بتاعه هـنــا
ومتزعقش تاني.
** تــنــبـــيه **
▐ مفاهيم خاطئة عن الاتزان النفسي:~
- إنك مفيش مواقف تهزك في الحياة.
- إن كل معتقداتك تبقى صح.
- إن متجيلكش أفكار ولامشاعر سلبية.
- إنك تبقى متبلد المشاعر.
- إنه نقطة ثابتة بتتحرك عشان توصلها ولما توصلها بتبقى كده خلاص خلصت الرحلة.
~
. . . . . . . . . . . . . .
▐ مفاهيم صحيحة عن الاتزان النفسي:~
- إنك متتهزش من أي موقف عابر. ولما تتهز من موقف يستحق مش هتبقى هزة توقعك نفسياً أوي ولا تسيطر عليك.
~ - إنك بتراقب معتقداتك وأفكارك باستمرار بحيث لو هي سلبية متسمحلهاش تأثر على مشاعرك.
~ - إن لما تجيلك أفكار ومشاعر سلبية تعرف تتعامل معاها. وتبقى فاهم إن ده طبيعي وبيروح لحاله.
~ - إنك تبقى متزن المشاعر. أغلب يومك وأسبوعك مشاعرك مستقرة. فيها صعود وهبوط لكنه مش متطرف ومش لأسباب بسيطة أو خارجية.
لما بتفرح بتفرح بنضج على حاجة مفرحاك من جوة ولمساك. ولما بتزعل بتزعل بنضج على حاجة تستاهل وبدون ما يأثر على إحساسك بقيمتك ولا يوقفك عن العمل.
(( ببساطة انت أغلب وقتك قريب من خط النص، اللي هو شعور الرضا الطبيعي والاطمئنان اللي كتير مننا مفتقده.))
~ - حالة بتدخل فيها بشكل تدريجي وربما بدون ما تحس في البداية. وهي عملية مستمرة بتحتاج تدريب و مجاهدة للنفس.
من خلال الأيقونات الموجودة تحت في نهاية المقال (شبه اللي في الصورة)،
تقدر تعمل الآتي:
الأيقونة الخضراء:تطبع المقال مباشرةً
الأيقونة الحمراء: تحمل المقال pdf مباشرةً
الأيقونة السوداء: تاخد لينك مصغر للمقال كوبي
الأيقونة الصفراء: تحفظ المقال في الBookmarks
بإمكانك التعليق على المقال في خانة التعليقات في آخر الصفحة (استني ثواني والخانة هتظهر)
# فين المشكلة الحقيقية؟
- المواقف اللي بتحصلنا، بتثير فينا أفكار تلقائية (دون وعي مننا) سلبية أو إيجابية، والأفكار دي بيصاحبها لحظياً مشاعر متوافقة معاها.
~
- تأثرنا في المواقف مش بيكون بسبب الموقف نفسه، بيكون بسبب نظرتنا وتفسيرنا ليه (أفكارنا التلقائية تجاهه)، والأفكار دي هي اللي بتسبب المشاعر اللي بنحسها. لكن الموقف في حد ذاته محايد لا يُثير مشاعر.
~
- لو أفكارنا تجاه موقف معين اتغيرت فعلاً، مشاعرنا هتتغير
~
- النظرية الرئيسية في العلاج المعرفي السلوكي (ABC Model) (أ ب ج):
أ : الموقف اللي حصل
ب : تفسير دماغك التلقائي للموقف اللي حصل (استقبالك ليه)
ج : المشاعر اللي بتحسها في الموقفمعظمنا بيظن إن اللي بيحصل: أ >> ج. لكن في الحقيقة هو: أ >> ب >> ج.
~
- المشاعر أقرب لجسمنا، فـ بنحسها قبل ما ندرك الأفكار اللي مسبباها
~
- متقدرش تتحكم في مشاعرك مباشرةً، مش بتاعتك. لكن تقدر تتحكم في أفكارك وبالتبعية سلوكك ومشاعرك هيتغيروا معاها.
~
~
# فض الاشتباك بين الأفكار والمشاعر؟
- محتاجين نعامل المشاعر كمشاعر، والأفكار كأفكار، ونفصل بينهم. لأن فيه فرق بينهم. عشان ولا نتخنق ولا نتحرق.
~
~
# المعتقدات.. أصل الحكاية
- الأفكار التلقائية وتفسيرنا للمواقف اللي بتحصل، بيكونوا متوافقين ونابعين من معتقداتنا.
~
- لو عِشت ومعتقداتك سلبية:
1* هتأثر بالسلب على حالتك المزاجية واستقرارك النفسي العاطفي
2* هتأثر على ردود أفعالك، وبالتالي مستقبلك
3* هتقيس بيها نفسك، نجاحك، الناس حواليك، كل حاجة. و قياساتك هتبقى غلط. و ده له تطبيقات في حياتك.
إن المعتقدات:
– هي أصل معظم مشاكل التواصل بيننا
– مرتبطة بتوقعاتك.
– بنحكم بيها عالناس.
– بنحكم بيها على نفسنا.
~
- أوقات كتير مشاعرك اللحظية مش هتكون بتعبر عن الموقف الفعلي اللي حصل. فمتعتمدش عليها في التفسير أو إلقاء الأحكام ولا تتصرف بناءً عليها لوحدها. اعمل الصح بغض النظر عن مشاعرك وقتها (قدر الإمكان).
~
~
# طب معتقداتي دي، اتكونت إزاي؟
- معتقداتك تكونت عبر ماضيك كله، تربيتك وبيئتك والإعلام وخبراتك وتجاربك.
~
- الماضي مش هو سبب مشاكلك. الماضي هو سبب معتقداتك، ومعتقداتك دي هي سبب مشاكلك (ف المفروض نراجع معتقداتنا باستمرار)
~
~
# الأفكار التلقائية، إيه هي؟ إيه سماتها؟
- المخ بينتج حوالي 70 ألف فكرة تلقائية (بتشتغل في خلفية دماغك) في اليوم.
~
- الأفكار التلقائية ليها مواصفات:
– كتيرة جداً
– معظمها سلبية عند أغلب الناس
– معظمها متكرر
– من اسمها، تلقائية، يعني بتحصل في خلفية دماغك بدون تفكير متعمد
– غير منطقية، ومش بنراجعها، ورغم كده بنقبلها
~
~
# تمارين تصحيح المعتقدات
- عندنا تمرينين: 1* جرد المعتقدات 2* مراقبة الأفكار التلقائية
بالاستمرارية والتطبيق في التمارين دي، معتقداتك بتبدأ تتغير. هي عملية بسيطة لكن مش سهلة.